كلمة اصبحت من اكثر الكلمات شيوعا فى العالم كله واعتقد انها لا ترتبط فقط فى الاماكن التى يحكمها عُتاة الديكتاتورية فى العالم بل انها ايضا تتواجد فى اعتى الدول ديموقراطية فى العالم , بالطبع فانها تختلف من بلد الى بلد وتختلف من نظام الى نظام بالتالى فهى مسألة نسبية وليس لها علاقة بدين او بعرق , فليس معنى اننى اُدين بالديانة الاسلامية فهذا سوف يمنع عدم وجود الفساد فى المجتمعات الاسلامية بل ازيد قائلا انه ربما تزدا فى المجتمعات الاسلامية اكثر من اى مجتمعات اخرى رغم ان الدين الاسلامى وعلى لسان اشرف المرسلين يقول الراشى والمرتشى فى النار والرشوة صورة من صور الفساد وربما نكون عايشناه فى كل مؤسسات مصر وخاصة فى حقبة المخلوع حيث باتت الرشوة صورة من صور الحياة اليومية والتى اصبحنا نتعامل معها وكأنها اصبحت سُنة من سُنن الحياة وتكيفنا معها وتعايشناها وطبعا مامن احد لا يعرف طُرقها وكيفية تأديتها من فتح الدرج ووضع المعلوم او طى مبلغ من المال قى كف اليد وعند السلام باليد تكون عملية الرشوة قد تمت دون ان يشعر بها اى احد آخر غير الراشى والمرتشى
وهناك ايضا صورة اخرى من صور الفساد وهو استغلال النفوذ ويعتبر ذلك بالمفهوم وتعبير الفساد : الابتزاز مثلما سمعنا عن المخلوع عندما خاطب صاحب توكيل عربات البيجو فى مصر وجيه اباظة عندما ذهب اليه الأخير يشتكى له أن علاء و جمال مبارك يفرضان علية دفع عمولة ضخمة لهما عن كل سيارة بيجو تباع في مصر فما كان من الطاغية مبارك ان نظر اليه قائلا :
"مهو علاء و جمال زى ولادك يا وجية" ومات وجيه اباظة بحسرته وتكفيرا عن هذا الذنب قام الطاغيه المخلوع بتعيين نجل وجيه اباظة فى مجلس الشورى وبالطبع كان من ضمن الاغراض درأ الشائعات
بصراحة ما دعانى الى كتابة هذا الموضوع ان كل ايطاليا اليوم تتكلم عن كلمة corruzione وهى ماتعنى بالعربية الفساد , حيث ان ايطاليا رغم ماتتمتع به من ديموقراطية حقيقية الا ان الكلمة كثيرا ما سمعناها وكأن ايطاليا باتت احدى دول العالم الثالث وتحضرنى هنا قضية الفساد والتى كانت فى عهد الاشتراكى بتينو كراكسى فىاواخر الثمانيات وبداية التسعينيات من القرن الماضى التى سُميت وعُرفت قضيته باسم mani pulite او الايادى البيضاء والتى فر على اثرها كراكسى الى تونس وعاش فى مدينة الحمامات بضع سنوات ومات بالمدينة ودُفن فيها
السؤال الآن :
هل فى القانون المصرى اى تشريعات تُحرم هذة العمليات الفسادية وتجرمها وتحاسب من يرتكبها
واذا ماكانت هناك مثل هذة القوانين التشريعات لماذا استشرى الأمر فى مصر الى هذة الدرجة
مابعد ثورة المصريين المباركة كيف يتسنى لنا ان نعمل على الحد من الفساد وليس القضاء عليه لان القضاء عليه ينبغى ان نقضى اولا على الفقر وعلى الجهل وعلى الاُمية والتى هى مجتمعة هى مؤشر رئيسى لانتشار هذا الداء العُضال فى المجتمع المصرى
هل الأخوة الذين يعيشون خاصة فى المجتمعات الغربية كتابة مايحدث فى هذة المجتمعات من عمليات فساد ورد فعل الدولة والمجتمع تجاهها
اعتقد ان الموضوع هو من اسوأ الملفات التى ستواجه العهد الجديد فى مصر والذى ينبغى علينا جميعا مواجهته والحد منه لتأثيره المميت على الحياة السياسية وعلى الحياة الاقتصادية وتأثيرة المباشر على العدل الاجتماعى
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
شكرا للزيارة والتعليق