فى احد المرات حضر وفد من شيوخ العشائر العراقية لمقابلة الرئيس احمد حسن البكر حيث ابلغوه عن غضبهم الشديد لمقتل احد شيوخ العشائر العراقية المعروفين وهنا ابلغهم الرئيس احمد حسن البكر انه لا يعلم اى شيئ عن هذا الموضوع واقسم لهم انه سوف يقوم بالبحث فى الموضوع وفعلا ابلغ قيادة البعث وعلى رأسهم صدام حسين انهم اذا ارادوا فعل امر من هذا النوع فعلى الاقل يجب ان يعرف هو ايضا لا ان يكون آخر من يعلم....
اقارن بين هذا الوضع والوضع الموجود فى مصر الآن حيث اننى على يقين ان من يحكم مصر ليس الرئيس محمد حسنى مبارك ولكنهم مجموعة المنتفعين من النظام لانه لو كان يحكم بالفعل مبارك لما كان حال مصر هو ماعليه الآن ...لو كان يحكم مبارك البلاد لما توانى فى احضار ومحاكمة صاحب العبارات او عبارات الموت ..لو كان مبارك هو الذى يحكم لما تهاون فى حساب كل الخارجين عن القانون ...لو كان يحكم مبارك لما تهاون فى حساب كل الفاسدين فى مصر ...لو كان يحكم مبارك لما كان موضوع التوريث يسير فى هذا المنوال لان شلة المنتفعين من النظام هم اصحاب المصلحة الاولى والاخيرة فى بقاء الحال على ماهو عليه...
اتذكر الرئيس محمد انور السادات وما حدث معه فى بداية حكمه للبلاد ولانه كان رجل محنك فى السياسة فانه استطاع القضاء على كل شلة المنتفعين والذى سماهم هو بمراكز القوة حيث استطاع التغلب عليهم جميعا وكانوا فعلا يمثلون قوى طاغية امثال شعراوى جمعة وعلى صبرى وسامى شرف ومحمد فائق واحمد كامل وبرغم ذلك استطاع ان يقضى عليهم قبل ان يستطيعوا القضاء عليه اما رئيسنا الحالى فالشواهد تؤكد انه لا حول له ولا قوة اصبح رئيسا خاص بالمقابلات والتشريفات واكيد فان للسن احكام ولذلك فاننى اقول ان المشكلة ليست فى وجود الرئيس محمد حسنى مبارك فى الحكم او عدم وجوده فالمشكلة تكمن فى مجموعة المحيطين بالرئاسة واسمائهم معروفة اسما اسما فالشعب المصرى ليس كما يعتقد من يحكموه انه شعب مغفل بل انه من الذكاء ولكن الله منحه صبر اكثر من صبر ايوب وتلك الطامة الكبرى واحيانا اقول ربما لا يكون صبرا بل قلة حيلة والله اعلم